ابراهيم غالي و القطيعة مع “التهنتيت” .. الواقعية و المحال

اختتم الرئيس ابراهيم غالي جولته التفتيشية للناحية العسكرية السادسة و الخلف العسكري، بمحاضرة عامة جمعت مختلف إطارات الناحية و مسؤوليها ، تميزت بكلمة ألقاها السيد الرئيس بالمناسبة حيث أكد على عزم الدولة الصحراوية في دعم و تطوير الجيش الصحراوي ليكون الجيش جاهزا  لكل الاحتمالات و التحديات.

     كلمة السيد الرئيس تميزت بعبارة رنانة تطرب المسامع حين قال “فاتت 40 سنة، منها 16 سنة حرب والباقي الا أطليسة.اللي كان باقي اينمي نمى، و اللي كان باقي ايهنتت هنتت، اذريك مرحلة اجديدة. و اوفا وقت اتهنتيت، والحقنا نهتمو بالهدف اللي جينا من اجل، القطيعة مع الفساد و عدمية المحاسبة ، و إلاء الجبهة اولوية عالية للجيش و المقاتل ، و الصرامة في الرقابة لتنفيذ برامج وزارة الدفاع الوطني”.

     كلام جميل و خطاب وطني مسؤول ، ينحصر جماله في الشق النظري و الأسلوب اللغوي و يظهر قصوره في الجانب العملي و الرغبة الصادقة، كلام يطرب المسامع و يشد من الهمم لكنه في نفس الوقت يزكي التذمر و الملل من الخطابات الفارغة و الوعود الكاذبة و استمرار الفساد و المحسوبية و القبلية في تدبير الشأن الصحراوي سواء في مخيمات اللجوء أو فوق الأراضي المحتلة.

     تطبيق هذا الخطاب و القطيعة مع “التهنتيت” يكاد يكون ضربا من المحال في زمن همشت فيه كل الطاقات الصحراوية الوطنية الصادقة مقابل تقديم مجموعة من الإنتهازيين و البيادق اللاهتين وراء المال و الإمتيازات و المستعدين لفعل أي شيء مقابل ذلك و مقابل رضى أولياء نعمتهم من القيادة الصحراوية.

     لقد ضاع مفهوم الدولة عند الشعب الصحراوي و ترسخت أساليب التمرد و الإلتفاف على القوانين فالكل يسعى لتحقيق أهدافه دون اعتبار لمؤسسات الدولة و المصلحة الوطنية و لسان الحال يقول “أنا أمير و أنت أمير و من سيسوق الحمير”.

     كلام الرئيس يحتاج للتذكير بكون  “التهنتيت” و القبلية لازمت القضية منذ مؤتمرها الثاني أو الثالث إلى غاية المؤتمر الإستثنائي الذي نصب ابراهيم غالي رئيسا خلفا للراحل محمد عبد العزيز، و أن الزبونية و الفساد و المحسوبية و الاستبداد هي من وضعت الأغلبية الساحقة من مسؤولي الدولة الصحراوية و موظفيها في مناصبهم من أعلاها إلى أدناها، فتحول الصحراويون إلى فقراء متسولين، يمن عليهم مسؤوليهم رغيف خبز جادت به منظمة غوث اللاجئين أو بعض المانحين.

     و في الأخير لا يسعنا إلا أن ننوه بكلام الرئيس و بخطابه كما لا يفوتنا أن نذكر بالمثل الصحراوي القائل “اللسان ما يجي على الكصعة”.

     *وركزيز نيوز- يفارا الصحراء