يتوحد الصحراويون فيما بينهم حول قضيتهم العادلة و المشروعة بالرغم من اختلاف انتماءاتهم و مرجعياتهم الفكرية و مستوياتهم الثقافية و الإجتماعية، و كذا بالرغم من شتاتهم عبر ربوع العالم و كذا بالأراضي المحتلة و بجنوب المغرب.
توحد الشعب الصحراوي اصطدم بنعرة عنصرية مقيتة أضحت تزكيها القيادة الصحراوية بين مكونات الشعب الواحد خاصة فيما يتعلق بانتماءات الصحراويين الجغرافية، حيث ظهرت طبقية واضحة في التعامل مع الصحراويين المنحدرين من جنوب المغرب و هو ما فضحته قضية المعتقل السابق بسجون الاحتلال “ابراهيم الموحيتي” و مجموعته، الذين حرموا من حق دستوري صحراوي يتمثل في الحصول على بطائقهم الوطنية الصحراوية.
هذا التنكر لهؤلاء الشباب الذين قضوا سنين من شبابهم خلف قضبان المحتل لا لشيء سوى لاستماتتهم في الدفاع عن القضية الصحراوية، و خدمتها إعلاميا و حقوقيا و ميدانيا، فكانت ضريبة ذلك الإعتقال و التعذيب قبل أن يلقو تعذيبا من نوع آخر أشد مرارة و قسوة بعد تنكر القيادة لهم و لتضحياتهم.
فالإنتماء للصحراء الغربية أصبح مختزلا لدى ساستنا في مجال جغرافي و للأسف الشديد، بعيدا عن معناه الحقيقي الشمولي المتمثل في حمل فكر تحرري و ثقافة زاخرة و اقتناع بقضية و خدمة هدف منشود يكمن في قيام وطن مستقل، و هو ما وجب على القيادة التنبه له بسرعة و العمل على تصحيحه بدل نهج المقاربة العنصرية و التدبير القبلي الذي لا يرى في بعض أبناء الوطن و خاصة بجنوب المغرب سوى حطبا ووقودا لإشعال الإنتفاضة بالنظر لدور أبناء هذه المناطق الفعال و الوازن في الأحداث الميدانية بالأراضي المحتلة و بالمواقع الجامعية.
وحتى لا ننسى فلتاريخ من يحكيه، و التاريخ يشهد أن مناطق جنوب المغرب كانت بداية الحلم الصحراوي و أسست لركائز قيام الجمهورية الصحراوية قبل أن تصبح اليوم في رفوف النسيان و يعامل أبناؤها بعنصرية مقيتة و يتم نعتهم بالخيانة و العمالة بعد تضحيات كبيرة.
و أمام هذا الوضع لا يسعنا إلا نعترف بملء إرادتنا لقيادتنا أننا فعلا خونة و عملاء، خونة لمنطق المحاصصة القبلية و الولاءات للأشخاص و عملاء للجماهير الصحراوية و للشرفاء من المسؤولين الصحراويين الغيورين، فليشهد الله و ليشهد العالم أنه إن أصبحت المطالبة بأبسط حق دستوري كالبطاقة الوطنية خيانة… فإننا فعلا خونة لمن خانوا عهد الثورة .
*واركزيز نيوز – ه.داود