“في هذه الرحلة الطويلة من الحياة ستواجه الكثير من الأقنعة و القليل من الوجوه”، مثل ينطبق على المسيرة النضالية الطويلة لقيادتنا الوطنية و لفعاليات الانتفاضة بالمناطق المحتلة، التي اتسمت خلال عقود بكولسة القرارات و استغباء الشعب و الضحك على الذقون، عبر الزج بأشباه المناضلين في معترك السياسة و النضال و اعتماد مقياس القرابة العائلية و الولاءات القبلية في اختيار الوفود المقدمة للترافع على القضية الصحراوية و للحضور في المنتديات و اللقاءات سواء بالمخيمات أو بالخارج.
فالقيادة الصحراوية لا زالت لم تمل بعد من تكرار أسطوانتها المشروخة عبر التسويق لانتصارات وهمية لا تغير شيئا من واقع البؤس الذي تعيشه أهالينا بمخيمات تندوف لأكثر من أربعين سنة ولا من وضعية عنق الزجاجة التي صارت عليها القضية الصحراوية و الانتكاسات المتتالية التي حصدتها في المحافل القارية و العالمية، أمام محتل يعرف جيدا كيف يلعب بخيوط اللعبة السياسية و يتقن التكيف مع المستجدات الطارئة.
و بالمقابل و عكس الانتظارات، عمدت الوجوه التقليدية من الفعاليات الحقوقية و أشباه المناضلين الذين فرضتهم القيادة على الساحة النضالية، على مسايرة فشل القيادة و سلك طريق “الصفاكة” و مناضلي “السيلفي” حرصا على مصالح شخصية ضيقة و ضمان دعم مادي و حجوزات و سفريات بالخارج سواء لهم أو لأقاربهم ممن اغتنموا الفرصة و استفادو بين عشية و ضحاها من دعم لا مشروط و وساطات لدى الدول الأجنبية سواء للعلاج أو الحصول على وثائق الإقامة بالديار الأوروربية.
وبعد مرور هذا الزمن الطويل من العبث و استمرار مسلسل الاستهتار و الفشل بالاعتماد على وجوه تجاوزها الزمن و رفضتها الجماهير و فضحها التاريخ، نتساءل كما يتساءل عموم الشعب الصحراوي ألم يحن وقت نفاذ مخزون الأقنعة؟ أم أن عملية إنتاجها و صناعتها مستمرة كما هو حال استمرار الفشل و الفساد المستشري داخل دوائر القرار بالقيادة الصحراوية؟
* وركزيز نيوز – محمد سالم .خ