“الأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها” مثل غني بالمعاني و الدلالات و يجعلنا كشعب صحراوي نسائل أنفسنا و قيادتنا عما قمنا به لحفظ تاريخنا و أمجادنا التي سطرها شهداؤنا في ساحات الوغى و النضال السياسي.
تساؤلنا نطرحه بمناسبة الإحتفالات المخلدة للذكرى 45 لقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، و ما واكب تلك الإحتفالات من فعاليات و أنشطة و برامج سطرها المسؤولون لتخليد هذه الذكرى الغالية على نفوس الصحراويين.
و مما أثار الإنتباه هو اعتماد المسؤولين في برنامجهم الإحتفالي على أشياء بعيدة كل البعد عن قيمة الذكرى و دلالاتها، فتم التركيز على الغناء و الرقص و المجون في أرض اللجوء التي كانت مهدا للثوار و للبطولات و شاهدا على ملحمة شعب أعطى مثالا في التضحية و الصبر.
و في هذا الإطار تفتقت عبقرية المسؤولين الصحراويين، لبث نفس جديد في الإحتفالات، ولم يجدوا سوى استقدام الجمال الأشقر باستقدام نجمات سينمائية جعلت الكل يتهافت عليهن لالتقاط صور السيلفي و هو ما يؤكد مرة أخرى أن قيادتنا لسيت سوى قيادة سيلفي و تأثيث الكراسي.
فهل هذه الذكرى الغالية هي ذكرى لالتقاط الصور و استقدام ممثلات السينما أم هي ذكرى لاستحضار الأمجاد و شد الهمم و تقويم الإختلالات؟..إن المتتبع للشأن الصحراوي سيدرك جيدا أن ما تقوم به القيادة الصحراوية شيء مقصود و مدروس بغرص صرف أنظار الشباب عن ما تشهده الساحة الصحراوية من فساد و اختلالات و شد انتباهه لأجساد الأجنبيات اللواتي يتم اختيارهن بعناية فائقة.
لسنا ضد الأجانب لأن كثيرا منهم هم أصدقاء للقضية الصحراوية و مدافعين عنها لكننا ضد اختيارات القيادة التي عوض استقدام أساتذة باحثين لتأطير محاضرات و ندوات في التاريخ و في العلاقات الدولية و القانون الدولي قصد إغناء الرصيد المعرفي للشباب الصحراوي و يوضحون الرؤية حول واقع القضية الصحراوية اليوم، قامت باستقدام أجساد فاتنة و عقول فارغة كفراغ رصيد القيادة من الإنجازات.
* وركزيز نيوز