لقد دق ناقوس الخطر ووصل السيل الزبى بأرض الرابوني، ولم يعد احد يريد الامتثال لقوانين القيادة الصحراوية التي لا تسري الا على الضعيف ابن الضعيف الذي ينتمي الى القبيلة الاضعف، وكاننا في زمن من القرون الوسطى او ربما ما قبل التاريخ، لان حال العدل في القرون الوسطى ربما ارحم من حالنا.
إن ما وقع في مخيم اوسرد وبوجدور من احداث تخريبية والتي يمكننا وصفها بالارهابية، لم لا، فقد ارهبت هذه الافعال الاجرامية المواطنين الصحراويين العزل الذين لاحول لهم ولا قوة، وافتقد الاحساس بالامن، وظهر بشكل واضح تقاعس القيادة الصحراوية وعدم قدرتها على فرض النظام و تطبيق القانون، كما يمكننا ان نستنتج ان ما وقع لدليل قاطع على ضياع الوطن ومعه القضية وحتى كبرياء من ناضل من اجل وطنه، وتظهر لنا هذه الانفلاتات الامنية اين وصل الوضع عند الصحراويين ومدى فشل القيادة في الأخذ بزمام الامور، ووقوفها عاجزة عن فعل اي شيء، وهي تتابع فقط مايحدث من تخريب وترهيب للمواطنين وكاننا في بلد لا تحكمه القوانين ولا يمتلك اي مؤسسة يمكنها ان تتدخل لحماية الناس.
ولربما قد حان الوقت لنكون صريحين مع انفسنا ونسمي الاشياء بمسمياتها، فما يقع في ارض المخيمات من انفلات امني خطير تقف وراءه عصابات تهريب المخدرات والسلاح التي تنشط بالمنطقة، والتي تشتغل بمنتهى الحرية “عيني-عينك”، بل وتحظى بالحماية من اجهزة الجيش والامن، والاكثر من ذلك ان عناصر من الدرك والجيش هم من يقومون بتسهيل عمليات التهريب وفي بعض الاحيان يتم نقل المخدرات والاسلحة بسيارات الدرك والجيش، وهذا طبعا بعلم ومباركة القيادة والمسؤولين وبتعليماتهم، والجميع يعلم حقيقة هذا الوضع بالمخيمات.
لقد تحولت مخيمات الحمادة اليوم الى قبلة للمجرمين وارض للتهريب والتخريب وبؤرة لنقل وبيع الاسلحة والممنوعات في ارض يحكمها افراد العصابات ويتشيخ فيها المهربون والمجرمون، والضحية الوحيد في كل هذا هو المواطن البسيط الذي يتم التعامل معه كانه دمية لا تفهم ولاتسمع ولاترى.
وكرد فعل هدفه در الرماد على العيون، أعلن البرلمان عن إستدعاء اربعة وزراء للاستماع لشهاداتهم حول الانفلات الامني، ويتعلق الامر بكل من الوزير الاول، وكاتب الدولة للتوثيق والامن، و وزير الداخلية، و وزير الدفاع، وذلك من اجل تهدئة الاحتقان الحاصل في القاعدة الشعبية بعد الاحداث التي شهدتها مخيمات اللاجئين الصحراويين، كما راسل اعضاء من البرلمان الصحراوي رئيس الجمهورية في رسالة مستعجلة حول الوضعية الامنية غير المستقرة بسبب النشاطات غير القانونية لتجار المخدرات، وكاننا في مسرحية هزلية هدفها هو ان تسخر من الجمهور الصحراوي الذي لن يسكت عما وصلت اليه الاوضاع.
كما أقدمت القيادة على اعتقال 19 شخص ينحدرون من جنوب المغرب و قالت أنهم يتاجرون في المخدرات دون حجز أي كمية تذكر بحوزتهم مما يعزز أن القيادة الصحراوية أصبحت تبحث عن مبررات كيفما كانت لسحب الأنظار عن حرب عصابات المخدرات السائدة بالمخيمات.
*وركزيز نيوز