مع كل حدث جديد تشهده الأراضي الصحراوية المحتلة، تتفاعل القيادة الصحراوية بشكل مثير و ملفت ، يجعل من هذا التفاعل هو الحدث بنفسه و يصرف الأنظار عن الحدث الأصلي و السبب الرئيسي لردة الفعل الصادرة عن هذه القيادة ، التي أصبحت قيادة لردات الفعل بعيدا عن الفعل و المبادرة و الأخذ بزمام الأمور.
فبمجرد اقتراب مرور رالي “افريقيا ايكو رايس” من الأراضي الصحراوية المحتلة، استيقظت القيادة الصحراوية من سباتها ليصرح السيد احمد البخاري ممثل جبهة البوليساريو لدى الامم المتحدة، أن الطرف الصحراوي قد حذر منظمي الرالي أنه سيقوم بوقف مرور قافلتهم في حال تواجد سيارات تمارس الاستفزاز بواسطة العلم المغربي، و هو الخروج و التهديد الذي كشفت الأحداث الميدانية أنه تهديد فارغ، الهدف من ورائه خلق زوبعة إعلامية ألفت القيادة أن تخلقها كلما اشتد الخناق حولها داخليا.
ولأن الجدية السياسية و التجرد و الواقعية أشياء مفقودة في رموز القرار الصحراوي، خرج علينا احمد البخاري بهذه الخرجة اللافتة ليضع الشعب الصحراوي و المنتظم الدولي أمام تهديدات أضحت تشكل معادلة أصابها الصدأ السياسي منذ زمن بعيد و اكتشف الجميع أن حلها هو المجموعة الفارغة بلغة الرياضيات.
ولأن المنتظم الدولي و المحتل المغربي يعلمون يقينا حدود اللعبة اللغوية و التصريحات الرنانة للقيادة لصحراوية، فإنهم لم يقفوا كثيرا أمام رسائل التهديد التي جاءت على لسان المسؤول الصحراوي، بل لم نشعر إطلاقا بأي وقع أو تأثير لهذه التهديدات على المنظمين أو المحتل أو الأمم المتحدة، وكأن هذه الأطراف على يقين تام بحدود ما تلفظ به احمد البخاري وطبيعته، فتعاملت هذه الجهات مشتركة بعدم اكتراث، وكأنها لم تسمع شيئا و غير معنية بما صدر عن الجانب الصحراوي.
عدم اكتراث المحتل المغربي و منظمي السباق بتهديدات الجانب الصحراوي تجسد ميدانيا من خلال مرورهم بمنطقة الكركرات دون تغيير في برنامجهم أو شعاراتهم، كما تجسد بشكل أوضح حين وجه منظمي السباق صفعة قوية للقيادة الصحراوية بإعلانهم من خلال الموقع الرسمي للسباق أنهم لا يعترفون بالوضع الاستثنائي للصحراء الغربية، مع الإشارة الى الحدود الصحراوية الموريتانية بالحدود المغربية الموريتانية، واضعين الأعلام المغربية و الموريتانية على مسار الرالي دون أي أثر للعلم الصحراوي.
الإفلاس الذي أصاب العمل السياسي الصحراوي أصبح حقيقة لا غبار عليها، و دفع بالقيادة الصحراوية إلى نهج أسلوب اتخاذ قرارات للذكرى السياسية لا غير بعيدا عن الفعل الملموس، قرارات صورية ليقال أن القيادة قالت أو هددت دون النظر لنتيجة هذا القول أو التهديد ، فبعد افتضاح أمرها في ديبلوماسية السيلفي ها هي قيادتنا تطل علينا بسياسة قرارات الذكرى السياسية.
*وركزيز نيوز –كيفارا الصحراء–