الكارثة الجوية تكشف وجها آخر من فساد القيادة الصحراوية

 

“المصائب لا تأتي فرادى”، مقولة شهيرة تتكرر على مسامعنا منذ الصغر دون اكتراث لها و لمعناها، إلا أنني استشعرت صحتها و مغزاها خلال الأيام القليلة الفارطة ، فبعد الحملة المسعورة التي ما زال يشنها المحتل المغربي حول شرعية تواجد قيادتنا بالأراضي المحررة، جاءت الواقعة و الكارثة التي أودت بحياة 257 شخصا بينهم ما يقارب 30 فردا من الصحراويين بعد سقوط الطائرة العسكرية التي كانت تقلهم.

الحادث و إن كان قضاء و قدرا و لا اعتراض على القضاء، فإنه يفتح قوسا كبيرا حول حيثيات استفادة فئة معينة من الصحراويين دون غيرهم من رحلات جوية تجنبهم متاعب السفر و طول المسافات، و هي الفئة التي حاولت القيادة الصحراوية التستر عليها بالترويج لكون الضحايا الصحراويين يشكلون مجموعة من المرضى العائدين من رحلة علاج بالشقيقة الجزائر.

لكن الغريب أن من بين الضحايا عدد من المسؤولين باختلاف مناصبهم و كذا عدد من أقربائهم و أصهارهم، و هو الشيء الذي لم تجرؤ القيادة على ذكره لأن الحقيقة تكمن في كون أغلب هؤلاء الضحايا – إن لم نقل كلهم- هم من أقارب بعض الأسماء القيادية و يشكلون صورة أخرى من صور الفساد المستشري في القيادة الصحراوية و المتمثل في توفير كل سبل الراحة و التنقل و الإمتيازات لأقاربهم دون غيرهم من الصحراويين المرابطين بمخيمات العزة و الكرامة.

وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأحر التعازي لعائلات الضحايا الصحراويين و للشعب الجزائري الشقيق، و نقول لقيادتنا الصحراوية أن مسلسل فسادكم و استبلادكم للشعب الصحراوي أضحى حقيقة ساطعة كشفتها الأيام و زكاها التاريخ و فضحها القدر، فإلى كلّ أم تبكي فلذة كبدها و إلى كلّ أب يحمل بين كفيه حفنة تراب يرمي بها على جسد ابنه الغالي أقول: “لكم الله و رحم الله فقيدكم وأسكنه الجنة”، و إلى كل لاجئ صحراوي يكابد معاناة اللجوء و المرض و طول المسافات دون تمكينه من تذكرة طائرة أقول له و عسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا.

*وركزيز نيوز – الدحا. بو من مخيم السمارة