ارتبط الفعل النضالي بالصحراء الغربية منذ عقود بأسماء معينة و بوجوه محددة، مهما اختلفت الأشكال و الخطوات النضالية تبقى تلك الأسماء و الوجوه القاسم المشترك الذي يوحدها، حيث تجدهم حاضرين جسدا أو ممولين نقدا أو محرضين و مخططيين في الكواليس.
هذا الحضور المتواصل و الحرص الكبير على التواجد في كل صغيرة و كبيرة في كل فعل نضالي ليس حبا في القضية الوطنية أو اقتناعا بالمبادئ الستة عشر للثورة الصحراوية، بل هو صورة تعكس أحد أوجه النرجسية و حب الذات التي تسم من أنزلوا بمظلات كرموز و قادة للنضال الصحراوي من داخل الأراضي المحتلة دون أن تحركهم المبادئ السامية للنضال، ولا مصالح الوطن، والأمة، بقدر ما جعلوا من نضالهم فعلا يمارسونه طلبا لشهرة، أو مصالح شخصية، أو كردة فعل على موقف معين، أو لانتفاء مصلحة اجتماعية، وغيرها من الأسباب التي يطول الحديث حولها.
إن النضال الحقيقي مهمة جسيمة، وشاقة لا يقدر عليها إلا ذوي المبادئ و القناعات الراسخة، و المناضلين الشرفاء الحقيقيين هم قلة قليلة خلد التاريخ منجزاتهم و سطر بحروف من ذهب تاريخهم النضالي على غرار “مانديلا” و “جيفارا”، ممن دفعوا ضريبة قناعاتهم و مبادئهم في المعتقلات و على حساب صحتهم و حياتهم دون مقابل مادي أو امتياز شخصي، عكس من يدعون جورا النضال و يلبسون بهتانا عباءة المناضلين بالأراضي المحتلة.
قد يقول البعض أننا نتحامل على الغير، لكننا نسمي الأمور بمسمياتها فالواقع المعاش لا يحتاج لشرح حيث تمت الإساءة للنضالات الصحراوية من خلال تصرفات مفضوحة و خطوات غير مدروسة أساءت بشكل كبير للقضية الصحراوية و لسمعة الفعل النضالي الصحراوي سواء داخليا أو خارجيا، من خلال الوقوع في التناقض و ترويج الأكاذيب و اللجوء لنضالات صورية كالدخول في إضرابات عن الطعام مع تناول الأكل و الشرب سرا و هي الأمور التي تفطن لها المحتل المغربي و واجهها بعدم الإكتراث و عدم التجاوب مع عديد المطالب للمعتقلين الصحراويين بالسجون المغربية.
تحول النضال إلى مهمة انتهازية بالصحراء الغربية، أدى إلى تشوه مبدأ النضال والمقاومة ضد المحتل، وأصبح السعي وراء البحث عن الكم و إهمال الكيف هو الهم الشاغل لأشباه المناضلين ممن يحتكرون الساحة بالأراضي المحتلة، فجعلوا من كل السجناء معتقلين للقضية الوطنية، فسوقوا للمجرم كمناضل و للسارق كناشط إعلامي و لتاجر المخدرات كناشط حقوقي ، و تعددت معارك الأمعاء الفارغة بمختلف السجون دون استجابة إداراتها لمطالب المعتقلين المضربين عن الطعام، في قناعة تامة من المحتل بزيف هذه الإضرابات و هو ما أساء لمصداقية النضالات الصحراوية لدى المنظمات الأجنبية وجعل المحتل لا يكترث و لا يتجاوب مع الملفات المطلبية المتعلقة بتحسين ظروف الاعتقال.
*وركزيز نيوز- كيفارا الصحراء