كثيرا ما سمعنا التهليل و التطبيل لمشاريع انتصارات أو بمعنى أدق لانتصارات تم الإحتفال بها قبل صافرة النهاية كما يصطلح عليه في عالم الساحرة المستديرة كرة القدم، و لأن العارفين بمجال هذه الرياضة يؤمنون بكون كل شيء ممكن في عالمها ما لم يتم إعلان الحكام عن نهاية الوقت الأصلي و الإضافي، فقد أكدت التجارب و المباريات و سجل التاريخ أحداثا واقعية شهدتها الملاعب و سجلتها المباريات تؤكد و تزكي هذا الإيمان.
حديثنا عن الرياضة لا ينسينا الحديث عن السياسة بل اتخذناه مدخلا للفت الإنتباه و تذكير شعبنا و قيادتنا بأن حال الرياضة لا يختلف كثيرا عن السياسة و أن الإحتفال بالإنتصارات السياسية لا يجب أن يكون متسرعا ما لم يكن النصر واقعا معاشا و حقيقة نهائية لا رجعة فيها، فقد تلقينا مرارا و تكرارا صفعات في الوقت بدل الضائع و تلقينا أهدافا في الوقت القاتل و فقدنا بسببها نقاطا مهمة و تراجعنا بقضيتنا أشواطا كبيرة.
و لعل ما واكب قرار محكمة العدل الأوروبية، بخصوص وضع الصحراء الغربية من الإتفاقيات المبرمة مع المحتل المغربي، من تهليل و إشادة و احتفال خير مثال على ما نقول فقد استطاع المحتل أن يقلب الموازين مرة أخرى و عمل بشكل مكثف عقب هذا القرار ليقلب الأمور و المعطيات حين أقنع المفوضية الأوروبية بالإنقلاب على قرار محكمة العدل بالسعي إلى تجديد اتفاقية بين الطرفين تهدف، حسب البلاغ الصادر عن المفوضية ، إلى “الحفاظ على الشراكة في قطاع الصيد البحري بين الاتحاد الأوربي والمغرب وتطويرها بشكل أكثر من خلال إبرام اتفاقية وبروتوكول مستدامين ولهما مردودية في المجالين البيئي والاقتصادي كما يتوافقان بشكل كامل مع القانون الدولي والأوربي”.
هكذا ضيعنا مكسبا كبيرا بالتسويق لانتصارات وهمية ووأدناها في مهدها بالتطبيل و التصفيق دون التتبع و التدقيق، لتسقطنا بلادة قادتنا في شباك خطط المحتل الماكرة و التي يجيد من خلالها هامش المناورة و المراوغة و ترك لنا الكرة نتقاذفها كيف نشاء و جعلنا نتسيد رقعة الميدان و هو ما حسبناه فوزا و انتصارا في الوقت الذي كان طعما ناجحا استعمله المحتل لينقض علينا على حين غرة و يحقق الهدف الذي يبقى أهم ما تلعب لأجله المباريات التي يعتبر كسبها هو الغاية بعيدا عن طريقة اللعب.
و بحكم كوننا كبرنا مع القيادة الصحراوية و عايشناها لعقود من الزمن، فقد أصبحنا نعرف يقينا أن لجوءها لمثل هذه الإحتفالات المبكرة و السابقة لأوانها يدخل ضمن خططها التنويمية، حيث تعمل جاهدة على التسويق لأي حدث على أنه انتصار من أجل كسب وقت إضافي، في انتظار ظهور الفشل و انكشاف الكذب على الشعب، و الحقيقة أن القيادة الصحراوية حدث لها ما يلخصه المثل الصحراوي “جا إدور الزايد ساعة انكطعو الزوايد”.
*وركزيز نيوز- كيفارا الصحراء